فصل: فُريعة بِنْت قَيْس

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أسد الغابة في معرفة الصحابة **


فاطِمَة بِنْت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم

فاطِمَة بِنْت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، سيدة نساء العالمين، ما عدا مَرْيَم بِنْت عُمران صلى الله عليهما‏.‏ أمها خديجة بِنْت خويلد‏.‏ وكانت هي وأم كُلْثُوم أصغر بنات رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏.‏

وقد اختلف‏:‏ في أيتهن أصغر سنّاً? وقيل‏:‏ إن رقية أصغرهن‏.‏ وفيه عندي نظر، لأن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم زوّج رقية من أبي لهب، فطلقها قبل الدخول بها، أمره أبواه بذلك، ثم تزوجها عُثْمان رضي الله عنه وهاجرت معه إلى الحبشة، فما كان ليزوج الصغرى ويترك الكبرى‏.‏ وكانت فاطِمَة تكنى أم أبيها، وكانت أحب الناس إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏.‏ وزوجها من علي بعد أحد‏.‏ وقيل‏:‏ تزوجها علي بعد أن ابتنى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعائشة بأربعة أشهر ونصف، وابتنى بعدها بعد تزويجه إياها بسبعة أشهر ونصف، وكان سنها يوم تزويجها خمس عشرة سنة وخمسة أشهر في قول‏.‏ وانقطع نسل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلا منها، فإن الذكور من أولاده ماتوا صغاراً، وأما البنات فإن رقية رضي الله عنها ولدت عَبْد الله بن عُثْمان فتوفي صغيراً، وأما أم كُلْثُوم فلم تلد، وأما زينب رضي الله عنها فولدت علياً ومات صبيّاً، وولدت أمامة بِنْت أبي العاص فتزوجها علي، ثم بعده المغيرة بن نوفل‏.‏ وقال الزبير‏:‏ انقرض عقب زينب‏.‏

أخبرنا أبو أحمد عَبْد الوهاب بن علي الصوفي، أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أخبرنا الخطيب بن أبي الصقر الأنباري، أخبرنا أبو البركات أحمد بن عَبْد الواحد بن نظيف، أخبرنا أبو مُحَمَّد بن رشيق، حدثنا أبو بشر الدولابي، حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي، حدثنا إسماعيل بن أبان، حدثنا أبو مَرْيَم، عن أبي إسحاق، عن الحَارِث، عن علي قال‏:‏ خطب أبو بكر وعُمر يعني فاطِمَة إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأبى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليهما، فقال عُمر‏:‏ أنت لها يا علي‏.‏ فقلت‏:‏ ما لي من شيء إلا دِرعي أرهنها‏.‏ فزوجه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فاطِمَة، فلما بلغ ذلك فاطِمَة بكت، قال‏:‏ فدخل عليها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال‏:‏ ‏"‏مالك تبكين يا فاطِمَة‏!‏ فوالله لقد أنكَحْتُكِ أكثرهم علماً، وأفضلهم حِلماً، وأوّلهم سِلماً‏"‏‏.‏ قال‏:‏ وحدثني الدولابي، حدثنا أحمد بن عَبْد الجبار، حدثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدثني عَبْد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد عن علي بن أبي طالب قال‏:‏ خطبت فاطِمَة إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقالت لي مولاة لي‏.‏ هل علمت أن فاطِمَة خطبت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قلت‏:‏ لا‏.‏ قالت‏:‏ فقد خطبت، فما يمنعك أن تأتي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فيزوجك‏.‏ فقلت‏:‏ وعندي شيء أتزوج به? فقالت‏:‏ إنك إن جئت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم زوجك‏.‏ فوالله ما زالت ترجّيني حتى دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وكانت لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم جلالة وهيبة فلما قعدت بين يديه أُفحمْتُ، فوالله ما أستطيع أن أتكلم، فقال‏:‏ ‏"‏ما جاء بك? ألَكَ حاجةٌ?‏"‏ فسكتّ، فقال‏:‏ ‏"‏لعلّك جئتَ تخطب فاطِمَة?‏"‏ قلت‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏وهل عندك من شيء تستحلّها به?‏"‏ فقلت‏:‏ لا، والله يا رسول الله فقال‏:‏ ‏"‏ما فعلت بالدرع التي سلَّحتُهَكا?‏"‏ فقلت‏:‏ عندي والذي نفس علي بيده إنها لحُطَمِيّة، ما ثمنها أربعمائة درهم‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏قد زوجتك، فابعث بها، فإن كانت لصداق فاطِمَة بِنْت رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏‏.‏

قال‏:‏ وحدثنا الدولابي، حدثنا أبو جعفر مُحَمَّد بن عَوْف بن سُفْيان الطائي حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي، حدثنا عَبْد الرَّحْمَن بن حميد الرواسي، حدثنا عَبْد الكريم بن سَليط، عن ابن بُرَيدة، عن أبيه قال‏:‏ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليلة البناء يعني بفاطِمَة ‏"‏لا تُحَدِّثَنَّ شيئاً حتى تلقاني‏"‏‏.‏ فدعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بماء فتوضّأ منه ثم أفرغه على عليّ وقال‏:‏ ‏"‏الّلهم بارك فيهما، وبارك علَيهما، وبارك لهما في نسلَيهما‏"‏‏.‏

قال ابن إسحاق‏:‏ وحدثني من لا أتهم أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يغار لبناته غيرة شديدة، كان لا ينكح بناته على ضرة‏.‏

أخبرنا غير واحد بإسنادهم عن أبي عيسى‏:‏ حدثنا عَبْد الله بن يونس وقتيبة بن سعيد قالا‏:‏ حدثنا الليث، عن ابن أبي مليكة، عن المِسور بن مَخْرَمة قال‏:‏ سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول وهو على المنبر‏:‏ ‏"‏إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا ابِنْتهم علي بن أبي طالب، فلا آذَنُ، ثم لا آذنُ، ثم لا آذن، إلا أن يريد علي بن أبي طالب أن يطلّقَ ابِنْتي وينكح ابِنْتهم، فإنها بضعةٌ مني، يريبني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها‏"‏‏.‏

أخبرنا أبو مُحَمَّد عَبْد الله بن سويدة، أخبرنا أبو الفضل بن ناصر السلامي، أخبرنا أبو صالح أحمد بن عَبْد الملك بن علي المؤذن،أخبرنا الحاكم أبو الحسن علي بن مُحَمَّد الحافظ، والقاضي أبو بكر الخيري قالا‏:‏ أخبرنا أبو العَبَّاس مُحَمَّد بن يعقوب، حدثنا الحسن بن مكرم، حدثنا عُثْمان بن عُمر، حدثنا عَبْد الرَّحْمَن بن عَبْد الله، عن شريك بن عَبْد الله بن أبي نمر، عن عطاء بن يسار، عن أم سلمة قالت‏:‏ في بيتي نزلت‏:‏ ‏"‏إنَّما يريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عنكم الرِّجْسَ أهْلَ البيتِ‏"‏، قالت‏:‏ فأرسل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى فاطِمَة وعلي والحسن والحُسَيْن فقال‏:‏ ‏"‏هؤلاء أهلي‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ فقلت‏:‏ يا رسول الله أفما أنا من أهل البيت? قال‏:‏ ‏"‏بلى، إن شاء الله عَزَّ وجَلّ‏"‏‏.‏

قال أبو صالح‏:‏ قال الحاكم في المستدرك، عن الأصم قال‏:‏ صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه‏.‏

قال‏:‏ أخبرنا أبو الصالح، أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الأهوازي، أخبرنا أحمد بن عُبَيْد بن إسماعيل الصفار، حدثنا تمام بن مُحَمَّد بن غالب، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أنس بن مالك‏:‏ أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يمر ببيت فاطِمَة ستة أشهر إذا خرج لصلاة الفجر، يقول‏:‏ ‏"‏الصلاة يا أهل بيت مُحَمَّد، ‏"‏إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهِّرَكم تطهيرا‏"‏ الأحزاب 33  قال‏:‏ وأخبرنا أبو صالح أخبرنا أبو القاسم عَبْد الملك بن مُحَمَّد بن بشران، أخبرنا أبو علي أحمد بن الفضل بن العَبَّاس بن خزيمة، حدثنا عيسى بن عَبْد الله الطيالسي رعاث حدثنا أبو نعيم، حدثنا زكريا بن أبي زائدة، عن فراس، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة قالت‏:‏ أقبلت فاطِمَة تمشي، كأن مشيتها مشية رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال‏:‏ ‏"‏مرحباً بابِنْتي‏"‏‏.‏ ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم أسرّ إليها حديثاً فبكت، ثم أسر إليها حديثاً فضحكت، فقلت‏:‏ ما رأيت كاليوم فرحاً أقرب من حزن، فسألتها عما قال، فقالت‏:‏ ما كنت لأفشي سرّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فلما قبض سألتها، فأخبرتني أنه أسرّ إليَّ فقال‏:‏ ‏"‏إنَ جبريل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة مرّة وإنه عارضني العام مرَّتين، وما أراه إلا وقد حضر أجَلي، وإنكِ أول أهلي لحوقاً بي، ونعم السَّلف أنا لك‏"‏‏.‏ فبكيت، فقال‏:‏ ‏"‏ألا ترضَينَ أن تكوني سيِّدة نساء العالمين?‏"‏ قال‏:‏ أبو صالح‏:‏ رواه البخاري في الصحيح، عن أبي نعيم‏.‏ وهذا من غريب الصحيح، فإن زكريا روى عن الشعبي أحاديث في الصحيحين، وهذا يرويه عن فراس، ثم عن الشعبي‏.‏

أخبرنا إبراهيم بن مُحَمَّد وغيره بإسنادهم عن الترمذي‏:‏ حدثنا حسين بن يزيد الكوفي، حدثنا عَبْد السلام بن حرب، عن أبي الحَجاف عن جُمَيع بن عمير التيمي قال‏:‏ دخلت مع عمي على عائشة، فسألت‏:‏ أي الناس كان أحب إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم? قالت‏:‏ فاطِمَة‏.‏ قيل‏:‏ من الرجال? قالت‏:‏ زوجها، إن كان، ما علمتُ صوّأما قوّاماً‏.‏

أخبرنا أبو مُحَمَّد بن سُوَيدة، أخبرنا مُحَمَّد بن ناصر، أخبرنا أبو صالح المؤذن، أخبرنا أبو بكر مُحَمَّد بن عَبْد الله بن شاذان المقرئ، حدثنا مُحَمَّد بن عَبْد الله القتاب حدثنا أحمد بن عَمْرو بن أبي عاصم، حدثنا عُمر بن الخطاب، حدثنا أبو صالح حدثنا سُفْيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن أبيه، عن رجل سمع عليّ بن أبي طالب يقول‏:‏ سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقلت‏:‏ أيّنا أحب إليك أنا أو فاطِمَة? قال‏:‏ ‏"‏فاطِمَة أحبُّ إليَّ منك، وأنت أعزُّ عليَّ منها‏"‏‏.‏

وأخبرنا يحيى بن محمود إذناً بإسناده عن ابن أبي عاصم قال‏:‏ أخبرنا عَبْد الله بن عُمر بن سالم المفلوج وكان من خيار المسلمين عندي حدثنا حسين بن زيد بن علي بن الحُسَيْن بن علي بن أبي طالب، عن عُمر بن علي، عن جعفر بن مُحَمَّد، عن أبيه، عن علي بن حسين بن علي، عن حسين بن علي، عن علي‏:‏ أن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم قال لفاطِمَة‏:‏ ‏"‏إنَّ اللهَ يغضبُ لغضبكِ ويرضى لرضاكِ‏"‏‏.‏

أخبرنا أبو الفضل بن أبي الحسن المخزومي بإسناده عن أحمد بن علي‏:‏ حدثنا الحسن بن عُثْمان بن شقيق، حدثنا الأسود بن حفص المروزي، حدثنا حسين بن واقد، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس‏:‏ أن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم كان إذا قدم من سفر قبَّل ابِنْته فاطِمَة‏.‏

قال‏:‏ وحدثنا أحمد بن علي، حدثنا مُحَمَّد بن إسماعيل بن أبي سمينة البصريّ، أخبرنا مُحَمَّد بن خالد الحنفي، حدثنا موسى بن يعقوب الزمعي، عن هاشم بن هاشم عن عَبْد الله بن وهب، عن أم سلمة قالت‏:‏ جاءت فاطِمَة إلى النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم فسارّها بشيءٍ فبكت‏.‏ ثم سارّها بشيءٍ فضحكت، فسألتها عنه فقالت‏:‏ أخبرني أنه مقبوضٌ في هذه السنة فبكيت، فقال‏:‏ ‏"‏ ما يسرّك أن تكوني سيِّدةَ نساء أهل الجَنَّة، إلاّ فلانة‏"‏، فضحكت‏.‏

أخبرنا عَبْد الوهاب بن أبي حبة بإسناده عن عَبْد الله بن أحمد‏:‏ حدثني أبي، حدثنا عَفَّان، حدثنا مُعاذ بن مُعاذ، حدثنا قَيْس بن الربيع، عن أبي المقدام، عن عَبْد الرَّحْمَن الأزرق، عن علي قال‏:‏ دخل عليَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأنا نائم، فاستسقى الحسن أو الحُسَيْن، قال‏:‏ فقام النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى شاة لنا بَكِئٍ فحلبها، فدرَّت، فجاءه الحسن فنحاه النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقالت فاطِمَة‏:‏ يا رسول الله، كأنه أحبهما إليك? قال‏:‏ ‏"‏لا، ولكنه استسقى قبله‏"‏‏.‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏إنّا وإيّاك وهذين وهذا الراقد في مكان واحد يوم القيامة‏"‏‏.‏

أخبرنا إبراهيم وغيره بإسنادهم عن أبي عيسى‏:‏ حدثنا سليمان بن عَبْد الجبار البغدادي، حدثنا علي بن قادم، حدثنا أسباط بن نصر، الهمْداني، عن السدّي، عن صبيح مولى أم سلمة، عن زيد بن أرقم، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي وفاطِمَة والحسن والحُسَيْن‏:‏ ‏"‏أنا حربٌ لمن حاربتم، سِلمٌ لمن سالمتم‏"‏‏.‏

أخبرنا أبو مُحَمَّد الحسن بن علي بن الحُسَيْن الأسدي الدمشقي المعروف بابن البن، حدثنا جدي أبو القاسم الحُسَيْن بن الحسن قال‏:‏ قرأت على القاضي علي بن مُحَمَّد بن علي المِصّيصي، أخبرنا القاضي أبو نصر مُحَمَّد بن أحمد بن هارون بن عَبْد الله الغساني، أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن جيدُرَّة الأطرابلاسي قراءة عليه، حدثنا إبراهيم بن عَبْد الله القصار، أخبرنا العَبَّاس بن الوليد بن بكار الضبي بالبصرة، عن خالد بن عَبْد الله، عن خالد بن بيان، عن الشعبي، عن أبي جُحيفة، عن علي قال‏:‏ سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول‏:‏ ‏"‏إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من وراء الحجاب‏:‏ يا أهل الجمْع غُضّوا أبصاركم عن فاطِمَة بِنْت مُحَمَّد حتى تمرّ‏"‏‏.‏

أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبّة بإسناده عن عَبْد الله بن أحمد‏:‏ حدثني أبي حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن ليث، عن عَبْد الله بن الحسن هو ابن الحسن بن علي بن أبي طالب عن أمه فاطِمَة بِنْت الحُسَيْن بن علي، عن جدتها فاطِمَة الكبرى هي بِنْت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قالت‏:‏ كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا دخل المسجد صلّى على مُحَمَّد وسلم، ثم قال‏:‏ ‏"‏ربِّ اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك‏"‏‏.‏ وإذا خرج صلى على مُحَمَّد وسلم ثم قال‏:‏ ‏"‏ربِّ اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك‏"‏‏.‏

هذا الحديث ليس إسناده بمتصل، فإن فاطِمَة بِنْت الحُسَيْن لم تدرك جدتها فاطِمَة الكبرى، والله أعلم‏.‏

وتوفيت فاطِمَة بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بستة أشهر‏.‏ هذا أصح ما قيل‏.‏ وقيل‏:‏ بثلاثة أشهر‏.‏ وقيل‏:‏ عاشت بعده سبعين يوماً‏.‏ وما رؤيت ضاحكة بعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتى لحقت بالله عَزَّ وجَلّ، ووجدت عليه وَجداً عظيماً‏.‏

قال أنس‏:‏ قالت لي فاطِمَة‏:‏ يا أنس كيف طابت قلوبكم? تحثون التراب على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم?‏!‏‏.‏

وكانت أول أهله لحوقاً به، تصديقاً لقوله صلّى الله عليه وسلّم‏.‏ ولما حضرها الموت قالت لأَسْمَاء بِنْت عميس‏:‏ يا أَسْمَاء، إني قد استقبحت ما يُصنع بالنساء، يطرح على المرأة الثوب فيصفها‏.‏ قالت أَسْمَاء يا ابنة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ألا أريك شيئاً رأيته بأرض الحبشة? فدعت بجرائد رطبة فحنتها، ثم طرحت عليها ثوباً‏.‏ فقالت فاطِمَة‏:‏ ما أحسن هذا وأجمله‏!‏ فإذا أنا متُّ فاغسليني أنت وعليّ، ولا تُدخلي عليَّ أحداً‏.‏ فلما توفيت جاءت عائشة، فمنعتها أَسْمَاء، فشكتها عائشة إلى أبي بكر وقالت‏:‏ هذه الخثعمية تحول بيننا وبين بِنْت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقد صنعت لها هودجاً?‏!‏ قالت‏:‏ هي أمرتني ألاّ يدخل عليها أحد، وأمرتني أن أصنع لها ذلك‏.‏ قال‏:‏ فاصنعي ما أمرتك‏.‏ وغسَّلها عليّ وأَسْمَاء‏.‏

وهي أول من غُطّي نعشها في الإسلام، ثم بعدها زينب بِنْت جحش‏.‏ وصلى عليها علي بن أبي طالب‏.‏ وقيل‏:‏ صلى عليها العَبَّاس‏.‏ وأوصت أن تدفن ليلاً، ففعل ذلك بها‏.‏

ونزل في قبرها علي والعَبَّاس، والفضل بن العَبَّاس‏.‏

قيل‏:‏ توفيت لثلاثٍ خلون من رمضان سنة إحدى عشرة، والله أعلم‏.‏ وكان عُمرها تسعاً وعشرين سنة‏.‏

وقال عَبْد الله بن الحسن بن الحسن بن علي‏:‏ كان عُمرها ثلاثين سنة‏.‏ وقال الكلبي‏:‏ كان عُمرها خمساً وثلاثين سنة‏.‏

وقد روي أنها اغتسلت لما حضرها الموت وتكفنت، وأمرت عليّاً أن لا يكشفها إذا توفيت وأن يَدْرُجَها في ثيابها كما هي، ويدفنها ليلاً‏.‏ وقد ذكرنا في أم سَلْمَى غسلها أيضاً‏.‏ والصحيح أن علياً وأَسْمَاء غسَّلاها والله أعلم‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

فاطِمَة بِنْت سَوْدَة

فاطِمَة بِنْت سودة بن أبي ضُبَيس الجُهْنية‏.‏

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد الهجرة‏.‏

قاله ابن حبيب‏.‏

فاطِمَة بِنْت شَيْبَة

فاطِمَة بِنْت شيبة بن ربيعة‏.‏ وهي ابنة عم هِنْد بِنْت عتبة بن ربيعة‏.‏

وكانت امْرَأَة عقيل بن أبي طالب، دخل عليها عقيل يوم حنين، وسيفه متلطخ دماً، فقالت‏:‏ ماذا أصبت من غنائم المشركين? فناولها إبرة وقال‏:‏ تخيطين بها ثيابك‏.‏ فسمع منادي النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم‏:‏ ‏"‏أدُّوا الخِياطَ والمِخْيط‏"‏ فأخذ الإبرة فألقاها في الغنائم‏.‏

ذكرها ابن هشام، عن زيد بن أسلم، عن أبيه‏.‏ وقال الواقدي‏:‏ هذا الخبر لفاطِمَة بِنْت الوليد بن عتبة، زَوْجَة عقيل‏.‏ وروى ابن أبي مليكة وابن أبي حسين‏:‏ أن امْرَأَة عقيل فاطِمَة بِنْت عتبة بن ربيعة، أخت هِنْد‏.‏

أخرجها الغساني مستدركاً على أبي عُمر‏.‏

فاطِمَة بِنْت صفوان

فاطِمَة بِنْت صفوان بن أميَّة بن مُحَرث بن شِقّ بن رقَبَة بِنْت مُخدَج الكناني‏.‏ امْرَأَة عَمْرو بن سعيد بن العاص‏.‏

هاجرت معه إلى ارض الحبشة‏.‏

أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق، في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة من بني أميَّة‏:‏ عَمْرو بن سعيد بن العاص، ومعه أمرأته فاطِمَة بِنْت صفوان بن أميَّة بن محرث بن شِق بن رَقَبة‏.‏

وماتت بها، وقتل عَمْرو بأجنادين من أرض الشام في خلافة أبي بكر رضي الله عنه‏.‏ قاله ابن إسحاق‏.‏

أخرجها أبو موسى‏.‏

فاطِمَة بِنْت الضحاك

فاطِمَة بِنْت الضحاك الكلابية‏.‏

قال ابن إسحاق‏:‏ تزوجها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد وفاة ابِنْته زينب، وخيرها حين نزلت آية التخيير، فاختارت الدنيا، ففارقها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فكانت بعد ذلك تلتقط البعر وتقول‏:‏ أنا الشقيقة، اخترت الدنيا‏.‏ هكذا قال، وهذا باطل، لأن الحديث الصحيح عن عائشة أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين خير أزواجه بدأ بها، فاختارت الله ورسوله، وتتابع أزواج النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم وقال قتادة وعكرمة‏:‏ كان عنده تسع نسوة حين خيرهن، وهن اللاتي توفي عنهن‏.‏ وروى جماعة أن التي قالت‏:‏ أنا الشقيقة هي التي استعاذت منه‏.‏ وقد اختلفوا فيها اختلافاً كثيراً‏.‏ وقد قيل‏:‏ إن الضحاك بن سُفْيان عرض ابِنْته على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، واسمها فاطِمَة، وقال‏:‏ إنها لم تصدع قط‏.‏ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏:‏ ‏"‏لا حاجة لي فيها‏"‏‏.‏ وقيل‏:‏ تزوجها سنة ثمان‏.‏

أخرجها أبو عُمر‏.‏

فاطِمَة بِنْت أبي طالب

فاطِمَة بِنْت أبي طالب، أم هانئ‏.‏ اختلفوا في اسمها فقيل‏:‏ فاختة وقد تقدمت وقيل‏:‏ فاطِمَة‏.‏ وقيل‏:‏ هِنْد‏.‏ ونذكرها في الكنى أتم من هذا إن شاء الله تعالى‏.‏

فاطِمَة بِنْت عَبْد الله

فاطِمَة بِنْت عَبْد الله، أم عُثْمان بن أبي العاص الثقفي‏.‏

شهدت ولادة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين وضعته أمه أمنَة، وكان ذلك ليلاً، قالت فما شيء أنظر إليه من البيت إلا نور، وإني أنظر إلى النجوم تدنو، حتى أقول‏:‏ يقعن عليّ أخرجها أبو عُمر‏.‏

فاطِمَة بِنْت عُتَبَة

فاطِمَة بِنْت عتبة بن ربيعة بن عَبْد شمس القُرَشِيَّة العبشمية‏.‏ أخت هِنْد بِنْت عتبة، وهي خالة مُعاوِيَة‏.‏

أسلمت يوم الفتح، وبايعت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم‏.‏

روى مُحَمَّد بن العجلان، عن أبيه، عن فاطِمَة بِنْت عتبة بن ربيعة‏:‏ أن أخاها أبا حذيفة بن عتبة ذهب بها وبأختها هِنْد يبايعان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وذلك يوم الفتح، فلما اشترط علينا قالت هِنْد‏:‏ أو تعلم في نساء قومك هذه الهنات والعاهات? فقال‏:‏ بايعيه فهكذا يشترط‏.‏

وروى مُحَمَّد بن عجلان، عن أبيه، عن فاطِمَة‏:‏ أنها جاءت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقالت‏:‏ يا رسول الله، قد كنت وما في الأرض قُبَّة أحب إليّ أن تهدم من قبتك، وإني اليوم وما في الأرض قبة أحب إليّ بقاء من قبتك‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏أما إن أحدكم لن يؤمن حتى أكون أحب إليه من نفسه‏"‏‏.‏

أخرجها الثلاثة‏.‏

فاطِمَة بِنْت عَمْرو

فاطِمَة بِنْت عَمْرو بن حرام، عمة جابر بن عَبْد الله‏.‏

أخبرنا أبو الفضل عَبْد الله بن أحمد بإسناده عن أبي داود الطيالسي‏:‏ حدثنا شعبة، عن مُحَمَّد بن المنكدر، عن جابر بن عَبْد الله قال‏:‏ لما قتل أبي جعلت أكشف الثوب عن وجهه، فجعل القوم ينهونني ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم لا ينهاني، قال‏:‏ فجعلت عمتي فاطِمَة بِنْت عَمْرو تبكي، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏:‏ ‏"‏تبكين أو لا تبكين، ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها‏"‏‏.‏

أخرجها ابن منده و أبو نعيم‏.‏

فاطِمَة بِنْت عَمْرو بِنْت حرام

فاطِمَة بِنْت عَمْرو بن حرام‏.‏ لها صحية‏.‏ قاله أبو موسى وقال‏:‏ أوردها جعفر المستغفري كذلك، لم يزد، قال‏:‏ وأظنها بِنْت عَمْرو بن حرام، عمة جابر‏.‏ والله أعلم‏.‏

فاطِمَة بِنْت قَيْس بن خالد

فاطِمَة بِنْت قَيْس بن خالد الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عَمْرو بن شيبان بن محارب بن فهر القُرَشِيَّة الفِهرية، أخت الضحاك بن قَيْس، قيل‏:‏ كانت أكبر منه بعشر سنين‏.‏

وكانت من المهاجرات الأول، لها عقل وكمال،وهي التي طلقها أبو حفص بن المغيرة، فامرها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن تعتد في بيت أم مكتوم، وقدمت الكوفة على أخيها الضحاك بن قَيْس، وكان أميراً، فسمع منها الشعبي‏.‏

أخبرنا إسماعيل بن علي وغيره بإسنادهم إلى أبي عيسى‏:‏ حدثنا هناد، أخبرنا جرير عن مغيرة عن الشعبي قال‏:‏ قالت فاطِمَة بِنْت قَيْس‏:‏ طلقني زوجي ثلاثاً على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏:‏ ‏"‏لا سكنى لكَ ولا نفقةَ‏"‏‏.‏

ولما طلقها زوجها أبو حفص، خطبها مُعاوِيَة وأبو جهم بن حذيفة، فاستشارت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فيهما، فقال النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم‏:‏ ‏"‏أما مُعاوِيَة فصعلوك لا مال له، وأما أبو حذيفة فلا يضع عصاه عن عاتقه‏"‏، وأمرها بأسامة بن زيد فتزوجته‏.‏

وفي بيتها اجتمع أصحاب الشورى لما قتل عُمر بن الخطاب رضي الله عنهم‏.‏

أخرجها الثلاثة‏.‏

فاطِمَة بِنْت المجلَّلِ

فاطِمَة بِنْت المجلّل بن عَبْد الله بن قَيْس بن عَبْد ودّ بن نصر بن مالك بن حِسل بن عامر بن لؤيّ القُرَشِيَّة العامرية تكنى أم جميل‏.‏ كانت من السباقين إلى الإسلام، وممن هاجر إلى الحبشة‏.‏

أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس بن بكير، عن مُحَمَّد بن إسحاق، فيمن هاجر إلى الحبشة‏:‏ وحاطب بن الحَارِث بن معُمر معه أمرأته فاطِمَة بِنْت المجلل بن عَبْد الله، وابناه‏:‏ مُحَمَّد بن حاطب والحَارِث بن حاطب، وهما لابنة المجلل‏.‏

وتوفي زوجها بالحبشة، وقدمت هي وابناها إلى المدينة في إحدى السفينتين‏.‏

روى عَبْد الله بن الحَارِث بن مُحَمَّد بن حاطب، عن أبيه، عن جده مُحَمَّد قال‏:‏ لما قدمنا من أرض الحبشة خرجت بي أمي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقالت‏:‏ يا رسول الله، هذا ابن أخيك حاطب وقد أصابه هذا الحرق من النار، فادع الله له‏.‏ وقد ذكرناه في مُحَمَّد بن حاطب‏.‏

أخرجها ابن منده، وأبو نعيم‏.‏

فاطِمَة بِنْت منقذٍ

فاطِمَة بِنْت مُنْقِذ بن عَمْرو بن خنساء الأنْصارِيَّة، من بني مازن‏.‏

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏.‏ قاله ابن حبيب‏.‏

فاطِمَة بِنْت الوليد بن عتبة

فاطِمَة بِنْت الوليد بن عتبة بن ربيعة بن عَبْد شمس بن عَبْد مناف القُرَشِيَّة العبشمية، امْرَأَة سالم مولى أبي حذيفة، زوجها منه عمها أبو حذيفة بن عتبة‏.‏

وكانت من المهاجرات الأول، ومن أفضل أيامى قريش‏.‏ ولما قتل عنها سالم يوم اليمامة تزوجها بعده الحَارِث بن هشام بن المغيرة المخزومي فيما ذكره إسحاق بن أبي فروة، وليس ممن يحتج به‏.‏ كذا ذكره العقيلي في نسبها، وذكر في ذلك حديث إسحاق بن أبي فروة، عن إبراهيم بن العَبَّاس بن الحَارِث، عن أبي بكر بن الحَارِث، عن فاطِمَة بِنْت الوليد أم أبي بكر‏:‏ أنها كانت في الشام تلبس الجباب مم ثياب الخزّ ثم تأتزر، فقيل لها‏:‏ أما يغنيك هذا عن الإزار? فقالت‏:‏ سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يامر بالإزار‏.‏

كذا رواه عَبْد السلام بن حرب، عن إسحاق بن أبي فروة، عن إبراهيم‏.‏ ولم ينسبها ابن أبي خيثمة ونسبها العقيلي، وغيره يخالفه ويقول‏:‏ هي ابنة الوليد بن المغيرة المخزومي فعلى هذا هي أخت خالد بن الوليد‏.‏

أخرجها أبو عُمر، وجعل الحديث في هذه الترجمة، وكان ينبغي أن يكون في ترجمة فاطِمَة بِنْت الوليد بن المغيرة، لأن الحديث مشهور بها‏.‏ وأما ابن منده وأبو نعيم فرويا هذا الحديث عن أبي بكر بن عَبْد الرَّحْمَن، وجعلاه في ترجمة فاطِمَة بِنْت الوليد القُرَشِيَّة، ولم ينسبها أكثر من وكلاهما‏:‏ قرشيتان‏.‏ ولكن أبو بكر بن عَبْد الرَّحْمَن يروي عن المَخْزُومِيَّة، فقد جعلنا علامتهما ترجمتها والله أعلم‏.‏

فاطِمَة بِنْت الوليد بن المغيرة

فاطِمَة بِنْت الوليد بن المغيرة المَخْزُومِيَّة، أخت خالد بن الوليد‏.‏

أسلمت يوم الفتح، وبايعت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، وهي زوج ابن عمها الحَارِث بن هشام بن المغيرة المخزومي‏.‏ قاله أبو عُمر، وقال‏:‏ يقال‏:‏ تزوجها بعده عُمر‏.‏ وفي ذلك نظر‏.‏

وقال ابن منده وأبو نعيم‏:‏ فاطِمَة بِنْت الوليد القُرَشِيَّة‏.‏ ورويا لها حديث الإزار‏:‏ أنها كانت تلبسه فوق الجباب‏.‏ فقيل لها‏:‏ ألا يغنيك هذا عن الإزار? فقالت‏:‏ سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يامر بالإزار‏.‏

أخرجها الثلاثة‏.‏

قلت‏:‏ قد أخرج أبو عُمر هذا الحديث في ترجمة فاطِمَة بِنْت الوليد بن عتبة العبشمية، وأخرجه ابن منده وأبو نعيم في فاطِمَة القُرَشِيَّة، وهو لهذه القُرَشِيَّة المَخْزُومِيَّة، ومما يقوي أن الحديث لهذه أن بعض الرواة قال‏:‏ عن فاطِمَة بِنْت الوليد أم أبي بكر وأنها كانت بالشام، وهذه فاطِمَة المَخْزُومِيَّة كانت بالشام مع زوجها الحَارِث بن هشام فلما مات عادت إلى المدينة‏.‏ وقالوا‏:‏ عن فاطِمَة بِنْت الوليد أم أبي بكر‏.‏ وهذه المَخْزُومِيَّة هي جَدَّة أبي بكر بن عَبْد الرَّحْمَن بن الحَارِث بن هشام، وكثيراً ما يقولون للجد والجَدَّة‏.‏ أب وأم‏.‏

وقال الزبير بن بكار في ولد الوليد بن المغيرة‏:‏ وفاطِمَة بِنْت الوليد، ولدت عَبْد الرَّحْمَن وأم حكيم ولدي الحَارِث بن هشام‏.‏

وهذا الحديث مشهور بهذه‏.‏

أخبرنا غير واحد إجازة قالوا‏:‏ أخبرنا القاسم أبو الحافظ علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي قال‏:‏ فاطِمَة بِنْت الوليد بن المغيرة بن عَبْد الله بن عُمر بن مخزوم لها صحبة، روت عن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم حديثاً واحداُ، روى عنها عن ابنها أبو بكر بن عَبْد الرَّحْمَن بن الحَارِث بن هشام قالت‏:‏ سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يامر بالإزار‏.‏ خرجت مع زوجها الحَارِث إلى الشام، واستشارها خالد في بعض أمره‏.‏

فاطِمَة بِنْت اليمان

فاطِمَة بِنْت اليمان، أخت حذيفة بن اليمان‏.‏ وقد تقدم نسبها عند ذكر أخيها حذيفة بن اليمان‏.‏

أخبرنا عَبْد الوهاب بن أبي حبَّة بإسناده عن عَبْد الله بن أحمد‏:‏ حدثني أبي، حدثنا مُحَمَّد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن حُصين، عن أبي عُبَيْدة بن حذيفة، عن عمته فاطِمَة أنها قالت‏:‏ أتينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نعود في نساء‏.‏ فإذا سقاءٌ معلق نحوه يقطر ماؤه عليه، من شدة ما يجده من حرِّ الحمى، فقلنا‏:‏ يا رسول الله، لو دعوتَ الله فأذهب عنك هذا فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏:‏ ‏"‏إنَّ من أشدِّ الناس بلاءً الأنبياء، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم‏"‏‏.‏

وروت عن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم كراهة تحلي النساء بالذهب‏.‏ وهذا إن صح فهو منسوخ، أو على أن تركه أفضل من لبسه‏.‏ وقد ذكرناه في أخت حذيفة‏.‏

أخرجها الثلاثة‏.‏

فَرْوَةُ ظِئْرُ النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم

فروة ظئر النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم‏.‏

قالت‏:‏ قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏:‏ إذا أويت إلى فراشك فاقرئي‏:‏ ‏"‏قل يا أيُّها الكافرون‏"‏‏.‏ فإنها براءة من الشرك‏.‏

ذكرها أبو أحمد العسكري‏.‏

فُرَيْعَةُ بِنْت أبي أمامة أسعدَ بنِ زُرارة الأنصاريّ‏.‏

فُريعة بِنْت أبي أمامة أسعد بن زُرارة الأنصاريّ‏.‏

كان أبوها أوصى بها وبأختيها حبيبة وكَبْشَة إلى النَّبِيّ، فزوجها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من نُبيط بن جابر، من بني مالك بن النجار‏.‏

أخرجها ابن منده وأبو نعيم‏.‏ وقيل‏:‏ الفارعة، وهناك أخرجها أبو عُمر‏.‏

فُرَيْعَةُ بِنْت الحُباب

فريعة بِنْت الحباب بن رافع بن مُعاوِيَة الأنْصارِيَّة، من بني الأبجر‏.‏ بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏.‏

قاله ابن حبيب‏.‏

فُرَيْعَةُ بن رافع

فريعة بِنْت رافع بن مُعاوِيَة بن عُبَيْد بن الجرّاح الأنْصارِيَّة، ثم من بني الأبجر‏.‏

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏.‏ وهي أم سعد بن زرارة‏.‏ قاله ابن حبيب‏.‏

ويحتمل أن تكون هذه والتي قبلها واحدة، ويكون بعضهم قد أسقط اسم أبيها الحباب فالنسب واحد، والقبيلة واحدة، والله أعلم‏.‏

فُرَيْعَةُ بِنْت عَمْرو

فريعة بِنْت عَمْرو بن خُنَيس بن لَوذان بن عَبْد وُدّ‏.‏ وهي أم حسان بن ثابت الأنصاريّ الشاعر‏.‏

فُريعة بِنْت قَيْس

فريعة بِنْت قَيْس بن عمير بن لَوذان بن ثعلبة بن مَجْدَعة بن عَمْرو بن حَريش بن جحجبى‏.‏

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏.‏

قاله ابن إسحاق‏.‏

فُرَيعة بِنْت مالك بن الدُّخْشُم

فريعة بِنْت مالك بن الدُّخشم بن مالك الأنْصارِيَّة، ثم من بني عَوْف بن الخزرج‏.‏

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏.‏

فُريعة بِنْت مالك بن سِنان

فريعة بِنْت مالك بن سنان، أخت أبي سعيد الخِدريّ‏.‏ تقدم نسبها عند ذكر أخيها‏.‏ ويقال لها‏:‏ الفارعة أيضاً‏.‏

شهدت بيعة الرضوان‏.‏ وأمها حبيبة بِنْت عَبْد الله بن أبي سلول‏.‏

أخبرنا أبو أحمد بن سُكينة بإسناده عن أبي داود‏:‏ حدثنا عَبْد الله بن مسلمة القعنبي، عن مالك، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عُجرة، عن عمته زينب بِنْت كعب بن عجرة، أن الفُريعة بِنْت مالك بن سنان وهي أخت أبي سعيد الخدري أخبرتها‏:‏ أنها جاءت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تسأله أن ترجع إلى أهلها في بني خُذْرَة فإن زوجها خرج في طلب أعَبْد له أبِقوا حتى إذا كانوا بطرف القدوم لحقهم فقتلوه‏.‏ فسألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏:‏ أن أرجع إلى أهلي، فإني لم يتركني في مسكن يملكه ولا نفقة‏.‏ قالت‏:‏ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏:‏ ‏"‏نعم‏"‏ قالت‏:‏ فخرجت حتى إذا كنت في الحجرة أو في المسجد، دعاني أو أمر بي، فدعيت له، فقال‏:‏ ‏"‏كيف قلتِ?‏"‏ فرددت عليه القصة التي ذكرت من شأن زوجي، قالت‏:‏ فقال‏:‏ ‏"‏امكثي في بيتكِ حتى يبلُغَ الكتابُ أجَلَهُ‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ فاعتددت فيه أربعة أشهرٍ وعشراً‏.‏ قالت‏:‏ فلما كان عُثْمان بن عَفَّان أرسل إليَّ فسألني عن ذلك، فأخبرته، فاتَّبعه وقضى به‏.‏

أخرجها الثلاثة‏.‏

فُرَيْعة بِنْت مُعَوِّذ

فريعة بِنْت معوذ ابن عفراء الأنْصارِيَّة‏.‏ تقدم نسبها عند الربيع بِنْت معوّذ‏.‏ لها صحبة وكانت مجابة الدعوة دخلت على النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم حديثها في الرخصة في الغناء وضرب الدف في العرس، من حديث أهل البصرة‏.‏

أخرجها الثلاثة‏.‏

فُريعة بِنْت وهب

فريعة بِنْت وهب الزُّهريّة‏.‏

رفعها النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم بيده وقال‏:‏ ‏"‏من أراد أن ينظر إلى خالة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏:‏ فلينظر إلى هذه‏"‏‏.‏

أخرجها أبو موسى مختصرا، وقال‏:‏ أوردها جعفر هكذا، لم يزد‏.‏

فَسْحَمُ بِنْت أَوْسٍ

فسحمُ بِنْت أوس بن خَولِيّ بن عَبْد الله بن الحَارِث الأنْصارِيَّة، من بني الحبلي‏.‏ بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏.‏

قاله ابن حبيب‏.‏

فِضَّةُ النُّوبيَّة

فضّة النّوبيّة، جارية فاطِمَة الزهراء بِنْت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏.‏

أخبرنا أبو موسى كتابة، أخبرنا أبو الفضل جعفر بن عَبْد الواحد الثقفي، أخبرنا أبو عُثْمان إسماعيل بن عَبْد الرَّحْمَن العصائدي إجازة، أخبرنا أبو سعيد مُحَمَّد بن عَبْد الله بن حمدون وأبو طاهر بن خُزيمة قالا‏:‏ أخبرنا أبو حامد بن الشرقي، أخبرنا أبو مُحَمَّد عَبْد الله بن عَبْد الوهاب الخوارزمي، ابن عم الأحنف بن قَيْس في شوّال سنة ثمان وخمسين ومائتين‏.‏ قال أبو عُثْمان‏:‏ أخبرنا أبو القاسم الحسن بن مُحَمَّد الحافظ، حدثنا أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن علي بِنَسا، حدثنا أبي، حدثنا عَبْد الله بن عَبْد الوهاب الخُوارزمي‏:‏ حدثنا أحمد بن حماد المروزي، حدثنا محبوب بن حُميد البصري وسأله عن هذا الحديث روح بن عبادة حدثنا القاسم بن بهرام، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس قال في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏يُوفونَ بالنَّذْرِ ويخافونَ يوماً كان شرُّهُ مُستطيراً ويُطعمونَ الطَّعام على حُبِّه مكيناً ويتيماً وأسيراً‏}‏‏.‏ قال‏:‏ مرض الحسن والحُسَيْن، فعادهما جدهما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعادهما عامة العرب، فقالوا‏:‏ يا أبا الحسن، لو نذرت على ولدك نَذراً‏.‏ فقال علي‏:‏ إن برئا مما بهما صمت لله عَزَّ وجَلّ ثلاثة أيام شكراً‏.‏ وقالت فاطِمَة كذلك، وقالت جارية يقال لها فضة نوبيّة‏:‏ إن برئا سيّداي صمت لله عَزَّ وجَلّ شكراً‏.‏ فأُلبس الغلامان العافية، وليس عند آل مُحَمَّد قليل ولا كثير‏.‏ فانطلق عليّ إلى شمعون الخيبري فاستقرض منه ثلاثة آصُعٍ من شعير، فجاء بها فوضعها، فقامت فاطِمَة إلى صاعٍ فطحنته واختبزته، وصلّى عليّ مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه، إذ أتاهم مسكين فوقف بالباب، فقال‏:‏ السلام عليكم أهل بيت مُحَمَّد، مسكين من أولاد المسلمين، أطعموني أطعمكم الله عَزَّ وجَلّ على موائد الجنة‏.‏ فسمعه عليّ، فامرهم فأعطوه الطعام‏.‏ ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا إلا الماء‏.‏ فلما كان اليوم الثاني قامت فاطِمَة إلى صاعٍ وخبزته، وصلّى علي مع النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، ووضع الطعام بين يديه، إذ أتاهم يتيم فوقف بالباب، وقال‏:‏ السلام عليكم أهل بيت مُحَمَّد، يتيم بالباب من أولاد المهاجرين، استشهد والدي، أطعموني‏.‏ فأعطوه الطعام، فمكثوا يومين لم يذوقوا إلاّ الماء‏.‏ فلما كان اليوم الثالث قامت فاطِمَة إلى الصاع الباقي فطحنته واختبزته، فصلّى علي مع النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، ووضع الطعام بين يديه، إذ أتاهم أسيرٌ فوقف بالباب وقال‏:‏ السلام عليكم أهل بيت النبوّة، تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا، أطعموني فإني أسير‏.‏ فأعطوه الطعام ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا إلا الماء‏.‏ فأتاهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فرأى ما بهم من الجوع، فأنزل الله تعالى‏:‏ ‏{‏هل أتى على الإنسانِ حِيْنٌ منَ الدَّهرِ‏}‏‏.‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏لا نُريدُ منكم جزاءً ولا شُكوراً‏}‏‏.‏

أخرجها أبو موسى‏.‏

فُكَيْهَةُ بِنْت السَّكَنِ

فكيهة بِنْت السّكن بن يزيد الأنْصارِيَّة، من بني سواد‏.‏

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏.‏

قاله ابن حبيب‏.‏

فُكَيْهَةُ بِنْت عُبَيْد

فُكَيهة بِنْت عُبَيْد بن دُليم الأنْصارِيَّة، ثم من بني ساعدة‏.‏ وهي ابنة عم سعد بن عبادة‏.‏ وهي أم قَيْس بن سعد بن عبادة‏.‏

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏.‏

فُكَيهةُ بِنْت المُطَّلِب

فُكَيهةُ بِنْت المُطَّلِب بن خُلْدَة بن مُخَلَّد الأنْصارِيَّة، من بني زُرَيق‏.‏

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏.‏

قاله ابن حبيب‏.‏

فُكيهة بِنْت يَسار

فكيهة بِنْت يسار، امْرَأَة خطّاب بن الحَارِث‏.‏

أخبرنا أبو موسى إذناً، أخبرنا أبو علي أخبرنا أبو نعيم، حدثنا مُحَمَّد بن أحمد بن الحسن، حدثنا مُحَمَّد بن عُثْمان بن أبي شيبة، حدثنا مِنجاب بن الحَارِث حدثنا إبراهيم بن يوسف حدثنا زياد بن عَبْد الله البكائي، عن مُحَمَّد بن إسحاق، في تسمية من أسلم بمَكَّة من المهاجرات‏:‏ حَطّاب بن الحَارِث، وامْرَأَته فكيهة بِنْت يسار‏.‏

أخرجها أبو نُعَيْم وأبو موسى‏.‏

حرف القاف

قُتَيْلَةُ بِنْت سَعْدٍ

قُتيلة بِنْت سعد، من بني عامر بن لؤي، امْرَأَة أبي بكر الصديق‏.‏ وهي أم عَبْد الله وأَسْمَاء‏.‏

أوردها جعفر في الصحابيات وقال‏:‏ تأخر إسلامها، سماها أبو أحمد الحافظ في كتاب الكنى، وأورد جعفر لها الحديث المشهور، رواه هشام بن عروة، عن أبيه، عن أمه أَسْمَاء بِنْت أبي بكر قالت‏:‏ قدمت أمي عليَّ وهي مشركة في عهد قريش، ومدتهم التي عاهدوا النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم فاستأذنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقلت‏:‏ قدِمَت أمي وهي راغبة، أفأصلها? قال‏:‏ ‏"‏نعم هي أمكِ‏"‏‏.‏

أخرجها أبو موسى وقال‏:‏ رواه جماعة عن هشام، وليس في شيءٍ منها ذكر إسلامها، وفي جميع الروايات أنها مشركة‏.‏ وقد تأول بعضهم وهي راغبة، يعني في الإسلام، وليس كذلك، إنما هي راغبة في شيء تأخذه وهي على شركها، ولهذا استأذنت أَسْمَاء النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم في أن تصلها، ولو كانت راغبة في الإسلام لم تحتج إلى إذنه صلّى الله عليه وسلّم‏.‏

قُتَيْلَةُ بِنْت صَيفيّ

قتيلة بِنْت صيفي الجُهنيّة، ويقال‏:‏ الأنْصارِيَّة‏.‏ وكانت من المهاجرات الأول‏.‏ روى عنها عَبْد الله بن يسار‏.‏

أخبرنا عَبْد الوهاب بن أبي حبّة بإسناده عن عَبْد الله بن أحمد‏:‏ حدثني يحيى بن سعيد، حدثنا المَسْعودي عن معَبْد بن خالد، عن عَبْد الله بن يسار، عن قُتيلة بِنْت صيفيّ الجهنية قالت‏:‏ جاء حَبر إلى النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال‏:‏ نعم القوم أنتم يا مُحَمَّد لولا أنكم تشركون‏!‏ قال‏:‏ ‏"‏سبحان الله‏!‏ وما ذلك?‏"‏ قال‏:‏ تقولون‏:‏ ‏"‏والكعبة‏"‏ إذا حلفتم‏.‏ فامهل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم شيئاً ثم قال‏:‏ إنه قد قال‏:‏ ‏"‏من حلَفَ فليحلف برب الكعبة‏"‏‏.‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏نعم القوم أنتم لولا أنكم تجعلون لله نِدّاً‏"‏‏!‏ قال‏:‏ ‏"‏وما ذلك?‏"‏ قال ‏:‏ تقولون‏:‏ ‏"‏ما شاء الله وشئت‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فامهل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم شيئاً ثم قال إنه قد قال‏:‏ ‏"‏من قال ما شاء الله فلْيَقُلْ‏:‏ ثمّ شِئتُ‏"‏‏.‏

أخرجها الثلاثة‏.‏

قُتيلة بِنْت العِرباض

قتيلة بِنْت العرباض، من بني مالك بن حِسل‏.‏ لها ذكر في حديث‏.‏

أخرجها ابن منده وأبو نعيم كذا مختصراً‏.‏

قُتَيلة بِنْت عَمْرو

قُتيلة بِنْت عَمْرو بن هلال الكنانية‏.‏

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في حجة الوداع‏.‏

قاله ابن حبيب‏.‏

قتيلة بِنْت قَيْس الكندية

قتيلة بِنْت قَيْس بن معد يكرب الكِندية، أخت الأشعث بن قَيْس‏.‏ وقيل‏:‏ قَيلة‏.‏ والأول أصح‏.‏

تزوجها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سنة عشر ثم اشتكى، وقبض ولم تكن قدمت عليه ولا رآها ولا دخل بها‏.‏ قيل إنه تزوجها قبل وفاته بشهر‏.‏ وقيل إن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم أوصى أن تخير، فإن شاءت ضرب عليها الحجاب وتُحرم على المؤمنين، وإن شاءت طلقها ولتنكح من شاءت‏.‏ فاختارت النكاح فتزوجها عكرمة بن أبي جهل بحضرموت، فبلغ أبا بكر فقال‏:‏ لقد همَمْتُ أن أحرق عليهم بيتهما‏.‏ فقال له عُمر‏:‏ ما هي من أمهات المؤمنين، ولا دخل عليها، ولا ضرب عليها الحجاب‏.‏

وقيل إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لم يوص فيها بشيء، ولكنه لم يدخل بها، وارتدت مع أخيها حين ارتد، ثم نكحها عكرمة بن أبي جهل، فأراد أبو بكر أن يرجمه، فقال عُمر‏:‏ إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لم يدخل بها، وليست من أمهات المؤمنين، وقد برأها الله عَزَّ وجَلّ بالردّة‏.‏ فسكت أبو بكر‏.‏

وفيها وفي غيرها من أزواج النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم اللاتي لم يدخل بهنّ، اختلاف كثير لم يتحصل منه كثير فائدة، وقد ذكرنا عند كل امْرَأَة ما قيل فيها‏.‏ والله أعلم‏.‏

أخرجها أبو نُعَيْم، وأبو عُمر، وأبو موسى‏.‏

قُتَيلة بِنْت النَّضْر

قتيلة بِنْت النّضر بن الحَارِث بن علقمة بن كَلَدة بن عَبْد مناف بن عَبْد الدار بن قصي القُرَشِيَّة العَبْدرية‏.‏ كانت تحت عَبْد الله بن الحَارِث بن أميَّة الأصغر بن عَبْد شمس، فولدت له عليّاً، والوليد، و مُحَمَّد، وأم الحكم‏.‏

قال الواقدي‏:‏ هي التي قالت الأبيات القافية في رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لما قتل أباها النضر بن الحَارِث يوم بدر، وهي‏:‏

يا راكـبـاً إنّ الأثـيلَ مَـظِـنَّةٌ ** من صبحٍ خامسةٍ وأنتَ موفَّـقُ

أبلِغْ بهـا مـيْتـاً بـإنَّ تـحِـيَّةً ** ما إنْ تزالُ بها النجائبُ تُعْـنِـقُ

منّي إليه وعَبْـرةً مـسـفـوحةً ** جادتْ لماتحِها وأخرى تخـنُـقُ

ظلتْ سيوفُ بني أبيه تـنـوشـهُ ** لله أرحام هـنـاك تَـشَـقَّـقُ

قسراً يُقادُ إلى المنيَّةِ مُـتـعـبـاً ** رَسْفَ المُقَيَّدِ، وهو عانٍ موثَـقُ

امحَمَّد، أولستَ ضِـنْء نـجـيبةٍ ** من قومها، والفحلُ فحلٌ مُعْرَقُ

ما كان ضركَ لو مننتَ وربـمـا ** منّض الفتى وهو المَغيظُ المُحْنَقُ

فالنضرُ أقربُ مَن تركتَ قَرابةً ** وأحقَّهُم إنْ كان عِتْقٌ بعُـتَـقُ

فلما بلغ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذلك بكى حتى أخضلت الدموع لحيته، وذكر الزبير قال‏:‏ فرّق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتى دمعت عيناه، وقال لأبي بكر‏:‏ ‏"‏يا أبا بكر، لو سمعتُ شِعرها لم أقتل أباها‏"‏‏.‏

أخرجها أبو عُمر‏.‏

وروى بعضهم عتق يُعْتَقُ بضم الياء وكسر التاء، ومعناه‏:‏ إن كان شرف ونجابة وكرم نفس وأصل يُعتق صاحبه فهو أحق به‏.‏

قُرَّةُ العين بِنْت عَبادة

قرة العين بِنْت عبادة بن نَضْلة بن مالك بن العجلان الأنْصارِيَّة، ثم من بني عَوْف بن الخزرج، وهي أم عبادة بن الصامت‏.‏

قَريبة بِنْت أبي أميَّة

قريبة بِنْت أبي أميَّة بن المغيرة بن عَبْد الله بن عُمر بن مَخزوم القُرَشِيَّة المَخْزُومِيَّة‏.‏ لها ذكر في حديث أم سلمة زوج النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، وهي أختها‏.‏

وروى أبو بكر بن عَبْد الرَّحْمَن بن الحَارِث بن هشام، عن أم سلمة قالت‏:‏ لما وضعتُ زينب جاءني النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم فخطبني، فتزوجها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال‏:‏ ‏"‏أين زينب?‏"‏ فقالت قريبة بِنْت أميَّة ووافقها عندها‏:‏ أخذها عَمَّار بن ياسر، فقال النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم‏:‏ ‏"‏أنا آتيكم الليلة‏"‏‏.‏‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم وأبو موسى وإنما أخرجه أبو موسى لأن ابن منده اختصر ذكرها، ولو استدرك عليه أمثال هذا لكان كثيراً فلا أدري لم ذكر هذه?‏.‏

قريبة بِنْت الحَارِث

قريبة بِنْت الحَارِث العُتْواريّة‏.‏

روت عنها بِنْتها عقيلة قالت‏:‏ جئت أنا وأمي قَريبة بِنْت الحَارِث العتوارية في نساء من المهاجرات إلى النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، وهو ضارب قبته بالأبطح، فأخذ علينا أن لا نشرك بالله شيئاً‏.‏ قالت فأقررنا وبسطنا أيدينا لنبايعه، فقال‏:‏ ‏"‏إني لا أمسُّ يد النساء‏"‏‏.‏ فاستغفر لنا، وكان ذلك بيعتنا‏.‏

أخرجها ابن منده وأبو نعيم‏.‏

قُرَيبَة بِنْت زيد

قريبة بِنْت زيد بن عَبْد ربه بن زيد الأنْصارِيَّة الجشمية‏.‏

بايعت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم‏.‏

قاله ابن حبيب‏.‏

قَريرة بِنْت الحَارِث العُتوارية

قريرة بِنْت الحَارِث العتوارية وقيل‏:‏ قَريبة‏.‏ وقد تقدمت‏.‏

هكذا أخرجها الطبراني وغيره‏.‏ روت عنها ابِنْتها عقيلة بِنْت عُبَيْد بن الحَارِث‏.‏

أخبرنا أبو موسى كتابة، أخبرنا أبو غالب، أخبرنا أبو بكر‏.‏

قال أبو موسى‏:‏ وأخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو نعيم، قالا‏:‏ حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا مُحَمَّد بن علي الصائغ، حدثنا حفص بن عُمر الحُدَيّ أخبرنا بكار بن عَبْد الله ابن أخي موسى بن عُبَيْدة الرَّبذي حدثني موسى‏.‏

زاد بن ريذة، عن الطبراني قال‏:‏ وحدثنا مُعاذ بن المثنى، حدثنا علي بن المديني، حدثنا زيد بن الحباب، أخبرنا موسى بن عُبَيْدة، حدثني زيد بن عَبْد الرَّحْمَن وفي رواية علي بن زيد بن عَبْد الله بن أبي سلامة عن أمه حجة بِنْت قريظ، عن أمها عقيلة بِنْت عُبَيْد بن الحَارِث قالت‏:‏ جئت أنا وأمي قريرة بِنْت الحَارِث العتوارية في نساء من المهاجرات، فبايعن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو ضارب عليه قبته بالأبطح، فأخذ علينا أن لا نشرك بالله شيئا‏.‏‏.‏‏.‏ الآية كلها فلما أقررنا وبسطنا أيدينا لنبايعه قال‏:‏ ‏"‏إني لا أمس أيدي النساء‏"‏، فاستغفر لنا‏.‏ فكانت تلك بيعتنا‏.‏ وقد تقدم في قريبة‏.‏

أخرجها كذا أبو نعيم، وأبو موسى‏.‏

قِسْرَة بِنْت رُوَاس

قسرة بِنْت رواس الكِندية، من عجائز العرب‏.‏

أخبرنا أبو موسى إذناً أخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو نعيم حدثنا الحُسَيْن بن علي بن أحمد الربضي حدثني ذكوان بن مُحَمَّد بن علي الحرشي، حدثنا مُحَمَّد بن خلاد العطار، حدثنا عَبْد الرَّحْمَن بن عَمْرو بن جبلة الباهلي قال‏:‏ حدثتنا ميسرة بِنْت حبشي الطائية، عن قتيلة بِنْت عَبْد الله، عن قسرة بِنْت رواس الكندية قالت‏:‏ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏:‏ ‏"‏يا قسرة، اذكري الله تعالى عند الخطيئة، يذكرك عندها بالمغفرة‏.‏ وأطيعي زوجك يكفيك شر الدنيا والآخرة‏.‏ وبرّي والديكِ يكثر خير بيتكِ‏"‏‏.‏

تفرد به ابن جبلة في أسانيد كثيرة للنساء خاصة، وغيره أوثق منه‏.‏

أخرجها أبو نُعَيْم، وأبو عُمر، وأبو موسى‏.‏

قُفَيْرَة الهلالية

قُفَيْرَة ويقال‏:‏ مليكة الهلالية، امْرَأَة عَبْد الله بن أبي حَدرد‏.‏ لم يرو عنها إلا عَبْد الرَّحْمَن الأعرج‏.‏ ذكرها مسلم في كتاب الإفراد، وذكرها أبو علي الغساني‏.‏

قُهْطَم بِنْت عَلقمة قهطم بِنْت علقمة بن عَبْد الله بن أبي قَيْس، امْرَأَة سَليط بن عَمْرو وابن عَبْد شمس بن عَبْد وُدّ بن نصر بن مالك بن حِسْل بن عامر بن لؤي‏.‏ هاجرا جميعاً إلى أرض الحبشة، ورجعا جميعاً في السفينة إلى المدينة قاله ابن إسحاق‏.‏

أخرجها أبو موسى‏.‏

قَيْلَة الأنمارِيَة

قيلة الأنمارِيَة وقال ابن خيثمة الأنْصارِيَّة أخت بني أنمار‏.‏ وقيل‏:‏ أم بني أنمار‏.‏

رأت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، روى عَبْد الله بن عُثْمان بن خيثم عنها أنها قالت‏:‏ رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عند المروة بحل من عُمرة له، فجلست إليه فقلت‏:‏ يا رسول الله، إني امْرَأَة أشتري وأبيع، فربما أردت أن أبيع السلعة فأستام بها أكثر مما أريد أن أبيعها، ثم أنقص حتى أبيعها بالذي أريد‏.‏ وإذا أردت أن أشتري السلعة أعطيت بها أقل مما أريد أن آخذها به، حتى آخذها بالذي أريد‏.‏ فقال النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم‏:‏ ‏"‏لا تفعلي قيلة، إذا أردت أن تشتري السلعة فاستامي بها الذي تريدين أن تأخذ يه، أُعطيتِ أو مُنعت‏"‏‏.‏

أخرجها الثلاثة‏.‏

قيلة الخزاعية

قيلة الخزاعية‏.‏ وهي أم سباع بن عَبْد العزى بن عَمْرو بن نضلة بن عباس بن سليمان الخزاعية، من حلفاء بني زُهرة، فيها نظر‏.‏

أخرجها أبو عُمر‏.‏

قيلة بِنْت مَخْرَمة قيلة بِنْت مخرمة الغَنَوِيّة‏.‏ وقيل العنزية‏.‏ وقيل العنبرية‏.‏ وهو الصحيح، لأنه قد قيل فيها التميمية، والعنبر من تميم‏.‏

روى عَبْد الله بن حسان العنبري قال‏:‏ حدثتني جدتاي صفية ودُحَيبة ابِنْتا عليبة وكانتا ربيبتي قيلة بِنْت مخرمة، وكانت جَدَّة أبيهما أخبرتهما قيلة بِنْت مخرمة وكانت تحت حبيب ابن أزهر فخرجت تبتغي الصحابة إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في أول الإسلام، فبكي جُوَيْرِيَة منهنّ حديثة، وهي أصغرهن، وعليها سُيَيْج لها فرحمتها فاحتملتها معها‏.‏‏.‏ وذكر القصة بطولها وقالت‏:‏ فقدمنا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو يصلي بالناس صلاة الغداة، فسمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول‏:‏ ‏"‏المسلم أخو المسلم، يسَعُهُما الماء والشجر، ويتعاونان على الفَتَّان‏"‏‏.‏

أخرجه الثلاثة، وهو حديث طويل كثير الغريب، أخرجه أبو نعيم وأبو عُمر مختصراً، وأخرجه ابن منده مطوّلاً‏.‏

أخبرنا غير واحد بإسنادهم عن مُحَمَّد بن عيسى حدثنا عَبْد بن حميد، حدثنا عَفَّان بن مسلم الصفار، حدثنا عَبْد الله بن حسان‏:‏ أن حدثه جدتاه صفية ودحيبة ابِنْتا عُليبة، عن قيلة بِنْت مخرمة وكنتا ربيبتها وقيلة جَدَّة أبيهما أم أبيه، وأنها قالت‏:‏ قدمنا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فذكرت الحديث بطوله حتى جاء رجل وقد ارتفعت الشمس، فقال‏:‏ السلام عليك يا رسول الله‏.‏ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏:‏ ‏"‏وعليك السلام ورحمة الله‏"‏‏.‏ وعليه يعني النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم أسمالُ مُلَيَّتَيْن كانتا بزعفران، وقد نفضتا، ومعه عُسَيْبُ نخلة‏.‏

حرف الكاف

كَبْشَة بِنْت أبي أمامة كَبْشَة بِنْت أبي أمامة أسعد بن زُرارة، وكانت تحت عَبْد الله بن أبي حبيبة، وهي خالة أبي أمامة بن سهل بن حُنيف، وأختها الفارعة، وقيل‏:‏ الفريعة، كانت تحت نُبيط بن جابر، وكان أبوهن قد أوصى إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بهنّ، فرباهنّ وزوّجهنّ‏.‏

أخرجها ابن منده، وأبو موسى‏.‏

كَبْشَة الأنْصارِيَّة

كَبْشَة الأنْصارِيَّة، جَدَّة عَبْد الرَّحْمَن بن أبي عُمرة‏.‏ وقيل‏:‏ كبيشة‏.‏ وتعرف بالبرصاء، وهي غير منسوبة، وقد نسبها أبو عَروبة فقال‏:‏ كَبْشَة بِنْت ثابت بن المنذر بن حرام، أخت حسان بن ثابت‏.‏ وقال أحمد بن زهير، عن أبيه‏:‏ هي من بني مالك بن النجار، وهذا يؤيد قول أبي عروبة، لأن حسان بن ثابت من بني مالك بن النجار‏.‏

أخبرنا إبراهيم بن مُحَمَّد بن مهران وغيرهم بإسنادهم إلى مُحَمَّد بن عيسى‏:‏ حدثنا ابن أبي عُمر حدثنا سُفْيان، عن يزيد بن يزيد، عن جابر بن عَبْد الرَّحْمَن بن أبي عُمرة، عن جدته كَبْشَة قالت‏:‏ دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فشرب من فيّ قربة معلقة قائماً، فقمت إلى فيّها فقطعته‏.‏

هذا يزيد بن يزيد هو أخو عَبْد الرَّحْمَن بن يزيد بن جابر، وهو أقدم منه موتاً‏.‏

أخرجها الثلاثة‏.‏

كَبْشَة بِنْت أَوس

كَبْشَة بِنْت أوس بن شَريق، وهي أم خزيمة بن ثابت، وهي أنصارية من بني خَطْمة‏.‏

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏.‏

قاله ابن حبيب‏.‏

كَبْشَة بِنْت ثابت

كَبْشَة بِنْت ثابت بن حارثة بن ثعلبة بن الجُلاس الأنْصارِيَّة، من بني خُدارة‏.‏

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏.‏ قاله ابن حبيب‏.‏

كَبْشَة بِنْت حاطِب

كَبْشَة بِنْت حاطب بن قَيْس بن هَيْشَة، من بني مُعاوِيَة‏.‏

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏.‏قاله ابن حبيب‏.‏

كَبْشَة بِنْت حكيم

كَبْشَة بِنْت حكيم الثقفية، جَدَّة أم الحكم بِنْت يحيى بن عُقْبَة‏.‏

روت عنها أم الحكم رأت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم‏.‏ ولها صحبة‏.‏

كَبْشَة بِنْت رافع

كَبْشَة بِنْت رافع بن عُبَيْد بن الأبجر وهو خدُرَّة بن عَوْف بن الخزرج الأنْصارِيَّة الخدرية، هي أم سعد بن مُعاذ الأشهلي، عاشت بعد ابنها وندبته لما مات‏.‏

أخبرنا عُبَيْد الله بن أحمد بإسناده عن يونس، عن مُحَمَّد بن إسحاق قال‏:‏ وقالت أم سعد حين حُمل نعش سعد وهي تبكيه‏:‏

ويلُ أم سعدٍ سعدا ** صَرامةً وجِـدَّا

قال‏:‏ فذكروا أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال‏:‏ ‏"‏كل نائحة تكذب إلا نائحة سعد‏"‏‏.‏

أخرجها أبو عُمر‏.‏

كَبْشَة بِنْت عَبْد عَمْرو

كَبْشَة بِنْت عَبْد عَمْرو بن عُبَيْد بن قميثة بن عامر بن الخزرج الأنْصارِيَّة من بني ساعدة‏.‏

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏.‏قاله ابن حبيب‏.‏

كَبْشَة بِنْت فَرْوَة

كَبْشَة بِنْت فروة بن عَمْرو بن وَدْقَة الأنْصارِيَّة، من بني بياضة‏.‏

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏.‏قاله ابن حبيب‏.‏

كَبْشَة بِنْت كعب

كَبْشَة بِنْت كعب بن مالك الأنْصارِيَّة السُّلَمِية امْرَأَة أبي قتادة الأنصاريّ‏.‏

قال جعفر‏:‏ لها صحبة ولم يورد لها شيئاً‏.‏ وقال غيره‏:‏ تروي عن أبي قتادة في سؤر الهِرّ‏.‏

روى إسحاق بن عَبْد الله بن أبي طلحة، عن حُميدة بِنْت عُبَيْد بن رفاعة، عن كَبْشَة بِنْت كعب بن مالك وكانت عند أبي قتادة أن أبا قتادة دخل عليها، قالت‏:‏ فسكبت له وضوءاً، قالت‏:‏ فجاءت هرة تشرب، فأصغى لها الإناء حتى شربت، قالت كَبْشَة‏:‏ فرآني أنظر إليه فقال‏:‏ أتعجبين يا ابنة أخي? فقلت‏:‏ نعم‏.‏ فقال‏:‏ إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال‏:‏ ‏"‏إنها ليست بنجس، إنها من الطوافين عليكم والطوافات‏"‏‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

كَبْشَة بِنْت معدِ يَكْرِب

كَبْشَة بِنْت معد يكرب الكِندية أم مُعاوِيَة بن خُدَيْج‏.‏

روى عن مُعاوِيَة بن خديج أنه قال‏:‏ قدمت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومعي أمي كَبْشَة بِنْت معد يكرب عمة الأشعث بن قَيْس، فقالت‏:‏ يا رسول الله، إني آليت أن أطوف بالبيت حبواً‏.‏ فقال لها‏:‏ ‏"‏طوفي على رجلَيْكِ سبعَيْن‏:‏ سبعاً عن يديكِ، وسبعاً عن رِجليكِ‏"‏‏.‏

ذكرها ابن الدباغ الأندلسي‏.‏

كَبْشَة بِنْت واقِد

كَبْشَة بِنْت واقد بن عَمْرو ابن الإطنابة بن عامر الأنْصارِيَّة، من بلحارث بن الخزرج‏.‏ وهي أم عَبْد الله بن رواحة‏.‏

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏.‏ قاله ابن حبيب‏.‏

كبيرةُ بِنْت سُفْيان

كبيرة بِنْت سُفْيان‏.‏ وقيل‏:‏ بِنْت أبي سُفْيان الخزاعية‏.‏ وقيل الثقفية‏.‏

أدركت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم وروت عنه‏.‏

روى عنها مولاها أبو ورقة بن سعيد قال‏:‏ وكانت أدركت الجاهلية والإسلام، وكانت من المبايعات، قالت‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله، إني وأدت أربع بنين لي في الجاهلية? قال‏:‏ ‏"‏أعتقي أربع رقاب‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏:‏ ‏"‏دم عفراء أزكى عند الله من دم سوداوَين‏"‏‏.‏

أخرجها الثلاثة وأبو موسى، إلا أن ابن منده وأبا نعيم قالا‏:‏ كثيرة بالثاء المثلثة، وقاله أبو عُمر وأبو موسى بالباء الموحدة، وأوردها أبو عَبْد الله يعني ابن منده بالثاء المثلثة‏.‏

كُبيشة بِنْت مالك

كبيشة تصغير كَبْشَة بِنْت مالك بن قَيْس بن مُحَرَّث الأنْصارِيَّة، من بني مازن‏.‏

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏.‏ قاله ابن حبيب‏.‏

كبيشة بِنْت معن

كبيشة بِنْت معن بن عاصم‏.‏

روى ابن جريج، عن عكرمة مولى ابن عباس قال‏:‏ نزلت في كبيشة بِنْت معن بن عاصم كانت عند الأسلت فتوفي عنها، فجنح عليها ابنه أبو قَيْس بن الأسلت، فجاءت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم فقالت‏:‏ يا رسول الله، لا أنا ورثت زوجي، ولا أنا تُركت فأُنكح فأنزل الله تعالى‏:‏ ‏{‏لا يحل لكم أن ترثوا النساء كَرهاً‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية كلها‏.‏

أخرجها أبو موسى‏.‏

كريمة بِنْت أبي حَدْرَد

كريمة بِنْت أبي حَدْرَد سلامة الأسلمي‏.‏

يقال لها صحبة‏.‏ وهي أم الدرداء الكبراء‏.‏ روى عنها أهل الشام‏.‏ وقد قيل‏:‏ اسمها خيرة‏.‏ ولم يثبت البخاري لها صحبة‏.‏

قال جعفر المستغفري‏:‏ ليست امْرَأَة أبي الدرداء‏.‏ وهذا لم يقله غيره‏.‏

أخرجها أبو موسى‏.‏

كريمة بِنْت كُلْثُوم

كريمة بِنْت كُلْثُوم الحِمْيَرِيَّة‏.‏

أخبرنا أبو موسى إجازة، أخبرنا أبو غالب، اخبرنا أبو بكر، حدثنا أبو القاسم، حدثنا مُحَمَّد بن مُحَمَّد الجذوعي، عن القاضي‏.‏

قال أبو موسى‏:‏ وأخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو نعيم، حدثنا مُحَمَّد بن أحمد بن الحسن، حدثنا مُحَمَّد بن عُثْمان بن أبي شيبة قالا‏:‏ حدثنا عَبْد الجبار بن عاصم، حدثنا بقية بن الوليد، عن مُعاوِيَة بن يحيى، عن سليمان بن موسى، عن مكحول، عن غضيف بن الحَارِث، عن عطية بن بَسْر المازني قال‏:‏ جاء عكاف بن وداعة الهلالي فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏:‏ ‏"‏يا عُكاف، لك زَوْجَة?‏"‏ قال‏:‏ لا، ولا أتزوج يا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتى تزوجني من شئت‏.‏ قال‏:‏ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏:‏ ‏"‏قد زوجتك على اسم الله تعالى والبركة كريمة بِنْت كُلْثُوم الحميري‏"‏‏.‏

أخرجها أبو نُعَيْم، وأبو موسى‏.‏

كُعَيْبَة بِنْت سعيد

كعيبة بِنْت سعيد الأسلمية‏.‏

شهدت خيبر مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأسهم لها سهم رجل‏.‏ قال ذلك الواقدي‏.‏

أخرجها أبو عُمر‏.‏

كُلْثُم بِنْت بُرْثُن

كلثم وقيل‏:‏ كليبة بِنْت برثن العنبرية، أم زينب بن ثعلبة‏.‏

أخبرنا أبو موسى إذناً، أخبرنا أبو غالب، أخبرنا أبو بكر‏.‏

قال أبو موسى‏:‏ وأخبرنا الحسن بن أحمد، حدثنا أحمد بن عَبْد الله قالا‏:‏ حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا مُحَمَّد بن صالح بن الوليد النرسي، حدثنا سعيد بن عَمَّار بن شعيث بن عَبْد الله بن زُبيب بن ثعلبة، حدثني أبي قال‏:‏ سمعت جدي زُبيباً قال‏:‏ دعتني كليبة بِنْت برثن العنبرية فقالت‏:‏ يا أبتي، إن هذا أخذ زرْبِيَّتي التي كانت ألبس، فلَبَّبْت الرجل فأتيت به النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم ، فقلت‏:‏ يا رسول الله، إن هذا أخذ زِرْبِيَّة أمي‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏رُدّ عليه زِرْبِيَّة أمه‏"‏‏.‏

أخرجها أبو نُعَيْم، وأبو موسى‏.‏

كُلْثُم جَدَّة عَبْد الرَّحْمَن بن أبي عُمرة

كُلْثُم جَدَّة عَبْد الرَّحْمَن بن أبي عُمرة‏.‏

روى ابن لَهيعة، عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن عَبْد الرَّحْمَن بن أبي عُمرة، عن جدته كلثم قالت‏:‏ دخل علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعندنا قربة معلقة، فشرب منها، فقطعت فم القربة ورفعتها‏.‏

قاله ابن وهب عن ابن لهيعة‏.‏ وقيل‏:‏ اسمها كَبْشَة‏.‏ وقد تقدم هذا الحديث في ترجمة كَبْشَة‏.‏ أخرجها أبو موسى‏.‏

حرف اللام

لُبَابَة بِنْت الحَارِث

لُبَابَة بِنْت الحَارِث بن حَزْن بن بُجَيْر بن الهُزَم بن رُوَيْبَة بن عَبْد الله بن هلال بن عامر بن صَعصعة الهلالية أم الفضل‏.‏ وهي زوج العَبَّاس بن عَبْد المُطَّلِب، وأم الفضل، وعَبْد الله، ومعَبْد، وعُبَيْد الله، وقُثَم وعَبْد الرَّحْمَن، وغيرهم من بني العَبَّاس‏.‏

وهي لُبَابَة الكبرى وهي أخت ميمونة زوج النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، وخالة خالد بن الوليد‏.‏

يقال‏:‏ إنها أول امْرَأَة أسلمت بعد خديجة، وكان النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم يزورها ويَقيل عندها‏.‏

وكانت من المنجبات، ولدت للعباس ستة رجال لم تلد امْرَأَة مثلهم، ولها يقول عَبْد الله بن يزيد الهلالي‏:‏

ما وَلَدَتْ نَجـيبَةٌ مـن فـحْـلِ ** كستَّةِ من بَطنِ أم الـفَـضْـلِ

أكرِمْ بها من كهـلةٍ وكـهـلِ ** عمِّ النَّبِيّ المصطفى ذي الفضْلِ

وخاتَمِ الرُّسْلِ وخيرِ الرُّسْلِ ولُبَابَة أخت أَسْمَاء وسَلْمَى وسلامة بنات عميس الخثعميات لامهنّ، وأخوهنّ لامهنّ‏:‏ محمية بن جَزَء الزبيدي، أمهنّ كلّهن هِنْد بِنْت عَوْف الكنانية، وقيل‏:‏ الحميرية‏.‏ فمن قال الحميرية قال‏:‏ هِنْد بِنْت عَوْف بن الحَارِث بن حماطة بن جرش من حمْير‏.‏ وهي التي قيل فيها‏:‏ إنها أكرم الناس أصهاراً، لأن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم زوج ميمونة ، والعَبَّاس زوج لُبَابَة الكبرى، وجعفر بن أبي طالب، وأبو بكر الصديق، وعلي بن أبي طالب أزواج أَسْمَاء بِنْت عميس‏.‏ وحمزة بن عَبْد المُطَّلِب زوج سَلْمَى بِنْت عميس‏.‏ وحمزة بن عَبْد المُطَّلِب زوج سَلْمَى بِنْت عميس‏.‏ وخلف عليها بعده شداد بن الهاد‏.‏ والوليد بن المغيرة زوج لُبَابَة الصغرى، وهي أم خالد، وكان المغيرة من سادات قريش‏.‏ فأولاد العَبَّاس وأولاد جعفر، و مُحَمَّد بن أبي بكر، ويحيى بن علي، وخالد بن الوليد‏:‏ أولاد خالة‏.‏

روت عن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم أحاديث، روى عنها ابناها عَبْد الله وتمام، وأنس بن مالك، وعَبْد الله بن الحَارِث بن نوفل، وعُمير مولاها‏.‏

أخبرنا غير واحد بإسنادهم عن مُحَمَّد بن عيسى‏:‏ حدثنا هنّاد، حدثنا عَبْدة، عن مُحَمَّد بن إسحاق، عن الزهري، عن عُبَيْد الله بن عَبْد الله، عن ابن عباس، عن أمه أم الفضل قالت‏:‏ خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو عاصبٌ رأسه في مرضه، فصلى المغرب فقرأ بالمرسلات، فما صلاها بعد حتى لقي الله عَزَّ وجَلّ‏.‏

أخرجها الثلاثة‏.‏

الهُزَم‏:‏ بضم الهاء وفتح الزاي‏.‏